 ان الإجراءات الرامية إلى التخفيف من حدةالضغط الجبائي والتقليص من التكلفة وضمان الممارسة في إطار الشفافيةوالمشروعية، لا يمكن أن تحقق النتائج المرجوة منهادون توفر المقاولة على العنصر البشري الكفء القادر علىالمساهمة في تحقيق الغاية منهذه الإجراءات.
ففي هذا المجالينطلق عمل الجامعة من إيمانها الراسخ أن التكوين المهني يشكل عنصراأساسيا ضمن ما يطلق عليه في عالم التسيير المقاولاتي أو الاقتصادي والاجتماعي "بالذكاء الاقتصادي" الذي يتحكم في درجة المردودية والإنتاجية. ففييومنا هذا لا يسير الاقتصاد حسب العرض والطلب فقط ولكن أيضا وخصوصا بالرجوع إلى المرتبةالتي تحتلها المقاولة أو الاقتصاد الوطني في مجالا لمعرفة، حيث من يتوفر على أكبرمعرفة يحقق أكبر الأرباح.
ولذلك ووعيا منهابدور الموارد البشرية داخل المقاولة وما يمكن أن تمثله من قيمة مضافة، أعطت الجامعةاهتماما بالغا للجانب المرتبط بتكوين العنصر البشري العامل بمقاولات النقل. وفي هذاالسياق بادرت الجامعة في أولا لأمر إلى ربط علاقات شراكة مع مختلف الفاعلين في مجالالتكوين، وهكذا تم توقيع اتفاقية إطار مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغلواتفاقية أخرى موقعة مع كل من الوزارة الوصية على قطاع النقل والوزارة الوصية علىقطاع التكوين المهني. تهدف هذه الاتفاقيات إلى دعم المجهودات المبذولة في مجال تكوينالعنصر البشري الضروري لمقاولات النقل وذلك من خلال إحداث البنيات اللازمةللتكوين ووضع البرامج البيداغوجية الملائمة وضمان التداريب الميدانيةلفائدة الطلبة.
وفي هذا الإطارتم إحداث معهدين للتكوين في مهن النقل بكل من طنجة وأكادير، وينتظر استكمال معهدين مماثلينلهما بكل من مدينتي وجدة ومكناس غير أن أكبر وأهم إنجاز في هذا المجال يتمثلفي إحداث المعهد الوطني للتكوين في مهن النقل المتواجد بالدارالبيضاء، وتأتيأهمية هذا المعهد من حيث بنيته التحتية والمواد المدرسة والمناهج البداغوجية، كماتأتي هذه الأهمية كذلك من حيث المساهمة الفعلية للجامعة في مختلف مراحل إنجازهابتداء من اختيار الموقع إلى اختيار التصاميم ومتابعة أشغال التشييد. وتبرزمساهمة المهنيين بكيفية راسخة في المجال البيداغوجي إذ تم خلق لجنة مشتركة لتسييرالمعهد تترأسها الجامعة ويعتبر التدبير المزدوج للمعهد، سابقة في مجال التكوينالمهني بالمغرب ومن شأن اعتماد هذه الطريقة تخويل الجامعة المشاركة الفعلية فيتحديد برامج ومواد التكوين واختيار المكونين والإشراف على تكوينهم وتجدر الإشارة إلىأن هؤلاء قد خضعوا لتكوين بمقر الجامعة لمدة 10أيام ساهم فيه متخصصون في النقل منالمغرب ومن فرنسا إضافة إلى تكوين آخر على مرحلتين بفرنسا. كما تشاركالجامعة أيضا في الامتحانات المتعلقة بالترشيح لولوج المعهد من طرف الراغبين فيالتكوين. وسيتم تعميم المنهجية المرتبطة بالتدبير المزدوج على مختلف المعاهدويبقى المعهد أيضا رهن إشارة المقاولات من أجل الاستفادة من التكوين المستمر.
هذا ويتضمنالمعهد الشعب التالية :
- تقني متخصص في تسيير مقاولات النقل
- تقني في إصلاح عربات الوزن الثقيل
- تقني سائق في نقل البضائع
- تقني سائق في نقل الأشخاص
- تقني في الفحص التقني للسيارات
- تقني في تعليم السياقة
كما استفاد منخدمات المعهد في إطار التكوين المستمر كما استفادة عدد كبير من مستخدميشركات نقل المواد الخطرة. وفي هذا الصدد ألتمس من السادة الناقلين أن يعطواالأهمية اللازمة لجانب التكوين المستمر عن طريق الاستفادة من خدمات المعهد.
وسنعمل على بذلالمزيد من المجهودات الرامية إلى إقناع الناقلين بامتلاكهم لآلية ناجعة في مجال تطوير العنصر البشريوتحسيسهم بضرورة المساهمة في ضمان التداريب الميدانية للطلبة وإحاطةهذه التداريب بالجدية اللازمة.
وفي مجالاللوجيستيك ببلادنا فقد لاحظت الجامعة :
- ارتفاع تكلفة الخدمات اللوجيستيكية في توزيعالمنتوجات حيت تبلغ على سبيل المثال 25 في المائة من القيمة المضافة للمنتوجاتالصناعية المصدرة و20 في المائة من الناتج الداخلي الخام
- تعدد غير معقول لمحلات التخزين وسوء أبعادها
- ضعف الكفاءات البشرية في مجال اللوجيستيك
- انعدام التنسيق اللوجيستسكي بين مصالح نفس المقاول.
لذا قامت الجامعة باتفاق مع الاتحاد العام لمقاولاتالمغرب بدراسة جدوى إحداث شعبة تكوينية في مادة اللوجيستيك داخل المعاهد التابعةلمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل في إطار التعاون بين الوكالة الفرنسية للتنميةوالقطاع المكلف بالتكوين المهني بالمغرب وقد ألحت استنتاجات هذه الدراسة على ضرورةإحداث هذه الشعبة التي تلائم الحاجيات الحقيقية للمقاولات المذكورة وهكذا سيتم فتحهذه الشعبة ابتداء من الدخول التكويني لسنة 2008-2009 بالمعهد الوطني للتكوين فيمهن النقل الطرقي بمدينة الدارالبيضاء وبالمعاهد المتخصصة التابعة للمكتب المذكوربمدينتي اكادير وطنجة. |